عبدالله الريان

 


الفكرة التى غيرت من وجه مصر!
شاب من أحد العائلات الكبيره فى القاهره يعمل فى وظيفه مرموقة، لدية فلسلفته الخاصه فى العمل، وفى السعى، والفكر
ويسعى بطرق مختلفه عن أشخاص آخرين، كان يعتقد انها الطرق البديهيه التى يسعى بها الجميع، كان يرى حلمه أن يصل الى تلك الوظيفه التى يتمناها متفوقين الشباب فى أكبر الشركات العالمية فى مصر.
ليحصل على ذلك الراتب الضخم الذى يمكنه من أن يحيى حياه سعيدة، هانئه، رغده، بعيده عن كدٍ، وإزعاج.
حياه طبيعية لرجل أقل ما يقال عنه أنة نجح فى الوصول الى منطقته الخاصه التى يتمناها أى شاب فى هذه الدوله.
راتب عالى فى شركة بترول كبيرة، سيارة، أصدقاء، صحبه بأرقى الشخصيات فى الدوله.أقل ما يجب ان يفعله هو أن يمكث فى عمله، يعمل، ثم لا يحمل هم بعد ذلك.
ولكن لا أعلم ما حمله على ذلك، ربما هو الوحيد القادر على إجابة هذا السؤال، ما الذى يجعل شخص ما يترك تلك المنطقة الهادئة، الدافئة المستقرة، التى عانى للوصول اليها الى منطقة مليئه بالأضطرابات.
ولكنه لم يمكث طويلاً فى هذه المنطقة الدافئه، ولم ينتظر أن يأتى التغير، إذ أنه كان يقابل يومياً فرص كبيره متاحه فى شركات كبيره، وشباب يبحثون عن عمل ولا يستطيعون الوصول.
وعند طرح السؤال ما العائق فكانت الأجابه هو تأهيل هذا الشباب ورفعهم لمستوى تلك الوظائف.
وكانت كلمته المشهوره”الشركات عندها وظايف كتيره، والشباب بيدوروا على شغل”
بعد زيارات عديده لجامعات مصرية، فى أيام اجازاته، وراحته، تدريب لأكثر من مره فى مؤسسات خيريه.
عانى الأمرين ليصل للشباب، حتى جائت الفكره التى غيرت فى شباب الكثير من الشباب المصريين.
أن تطرح مؤسسة لتأهيل هؤلاء الشباب لسوق العمل، سنه 2007 تم أطلاق مؤسسة معاً لتأهيل الشباب لسوق العمل.
المؤسسة فى هذا الوقت كانت تناقش موضوعات مختلفه، لم تكن تهدف لتأهيل المؤهلين ولكنها عملت على تأهيل الطموحين، وإعادة تعلميهم من جديد.
فكانت معاً لا تعلم فقط فن كتابة السيرة الذاتيه بأحتراف، ولا فن المقابلات الشخصية للعديد من الشركات الكبيره، ولا كيفيه الأستعداد للأمتحانات العالمية، وكيفيه اصطياد الفرص،ولم تكن حتى تنقب وتحفر فى مؤسسات الدعم فى مصر للبحث عن المنح المجانيه المختفيه، ولا عن فرص السفر المناسبه. ولا حتى كيفيه تعلم اللغات.
ولكن معاً كانت تدرس ما هو أعمق وأعظم من ذلك وهو “فن السعى” بهذا الفن الذى خلق جيل من الشباب يمكنك معرفتهم بسهوله، فأنظر أينما ذهبت الى أى مكان أبحث عن شاب ناجح هناك.
سله عن معاً أو مهندس اسامة الجوادى، فيخبرك أنه خريج أحد الدفعات، فى أى مجال الهندسه، والتسويق، والفن، والرياضه، والتصميم، ونجوم السفر، وغيرهم من الكثير.
معاً مستمره منذ 2007 الى الآن تكمل دفعتها الخامسة والعشرين لتقوم بتخريج متوسط 300 فرد فى الدفعه الواحده.
و هذا ما يعنى ان معاً تحتفل بتخرج أكثر من 30000 شاب من مؤسسة معاً نفسها. والذى كان لهم احتكاك مباشر مع المهندس اسامة الجوادى.
وكان الشعار أن هذا غير كافى للتعليم، واستفاقة الشباب، وإفادتهم. فكان على كل خريج ان يعلم عشرة فقط ممن حوله مما تعلم، واستفاد، وهذا كان أقل مجهود.
ولكنا وجدنا العديد من الشباب ما نقل العلم فى مختلف المحافظات، جابوا مصر من شرقها لغربها، يعلمون الناس كل يوم، مستضافين فى مؤتمرات، وأحداث، ومؤسسين لشركات، ومبادرات.
معاً كانت نقطة انطلاق للأنشطة الطلابية فى الجامعات المصرية، ولم يكن وقتها الا قله منعدمه من الأنشطة فى مصر، فظرهت الأنشطة وترعرعت الآن.وكان الفضل الكبير لها.
وكانت تلك الحكمه فى إحضار جميع الناجحين من الشباب من خريج دفعات معاً ليجلسوا مع أخواتهم فى الدفعات الجديده يرشدوهم الى الطريق الصحيح.
لم أكن أعلم هذا، ولم أكن اقدر هذا المقدار الكبير من النجاح، إلا ان لامسته بيدى.
كنت أعمل فى أحد الشركات مع صديقة عزيزه لمده أكثر من ثلاث سنوات وفى أحد المرات أخبرتها بأنى ذاهب الى معاً فقالت لى انها أحد دفعات معاً الأوائل.
وتكرر هذا الموقع مع أحد الشارحين لأحد الكورسات المهمه، وآخرين فى شركات آخرى. إلى ان وصل لدرجة ان ارتبط النجاح بمعاً.
معاً جاب علمها ونفعها البلاد، لو لم يكن بصوره مباشرة فهو بصوره غير مباشره، من خلال مقالات، محاضرات، فيديوهات، بوستات، فأكيد انك وصلك شيئاً من هذا.
“فن السعى” هو ما يخلق شباب وينقلهم من نظر الناس ونظر أنفسهم كأسوء من فى هذا المجتمع إلى أنجح من فى هذا المجتمع من شباب.
فى أعتقادى الشخصى ان فكره من هذا الرجل غيرت الكثير والكثير فى حياة الشباب نفعت ما يقارب من 150 الف شاب وأكثر إن خانتنى الأرقام.
لا أعلم ما الذى يجعل شاب يصل الى هذا المستوى ان يتركه ويكرس جزء كبير من حياته فى خدمه الناس، وإرشادهم، والتعامل معهم على انهم ابنائه.
ولكن ما عرفته هو تلك المشاعر التى تفيض بالعرفان من الجميع لهذا الرجل ودعوه الشكر له.
جزاك الله عنا كل خير، ورزقك الأخلاص، وجعل منك الكثيرون.
“فن السعى”