أحمد ممتاز

أحمد ممتــــاز

بسم الله الرحمن الرحيم

الصبر والسعي ثم مفاجاة الله

مقدمة:

هذه قصتى أهديها لكل بال شارد وعقل تائه بين الواقع الذي عادة يكون أليما،ً

وبين انتظار الفرج من الله والذي يكون دائماً فوق كل توقع واحتمال.

تبدأ قصتي من رمضان/أكتوبر عام 2005

حيث كنت طالباً في المرحلة الثالثة بكلية التجارة جامعة الأزهر الشريف،

وتنتهي الآن في هذه الأيام حيث المفاجآت الدائمة من الله جل وعلي.

أريد أن أبرهن بقصتى البسيطة على أن الإنسان أحياناً يستعجل الرزق أو تمر به ضائقة

أو يسعي لهدف ما، ولكنه حين يصبر ويسعي يأتيه ما لم يكن فى الحسبان.

المشهد الأول:

جالساً بمفردي بعد صلاة العصر فى مسجد جمعية رسالة – فرع المعادي

أحمل هماً وحزناً لا أقدر عليه، لماذا؟ لأني حصلت على نتيجة العام الدراسي

فأجد نفسي راسباً لهذا العام فى الكلية، ومما يزيد الطين بلة أني كنت مرتبطاً عاطفياً

ومتفق معها علي أن أنجح في هذه السنة ثم أجد عملاً ثم أخطبها (الأحلام الوردية) .

وفجأة يدخل علي زميل موظف في الجمعية

ويقول لي: ما بك؟

قلت له أريد عملاً.
قال: ولماذا لا تقدم علي عمل هنا في الجمعية؟

فأخذني من يدي وجلسنا في الاستقبال وملئت استمارة التوظيف ونسيت أمرها.

وأثناء حوارى مع مسئولة نشاط دروس التقوية فأخبرتها بما حدث،

فرفعت السماعة وكلمت مديرة فرع مصر الجديدة على وظيفة شاغرة

وبالفعل كانت هناك وظيفة شاغرة لي

فقابلت بعدها بيومين مدير عام الجمعية وتم تعييني فى نشاط جديد

وهو تعليم الأجانب اللغة العربية بفرع مصر الجديدة –

حيث أني أزهرى والأجانب الذين يرغبون فى تعلم اللغة العربية كثيرون وأنا أعرف طريقهم.

وكان أول عمل لي في رسالة فرع مصر الجديدة براتب شهري تقريبا 350ج

علماً بأني أسكن فى حلوان.
وكانت فرحة لايقدرها إلا كل صبور، وبعد شهرين من العمل تقدمت لخطبة الفتاة

التي صبرت هي الأخرى معي واتفقنا على الزواج بعد عامين

(يعني بعد سنة 3 و4 فى الكلية تقريباً).
أثناء عملي في رسالة تعلمت ما لم أتعلمه في حياتي

فأنا وظيفتي هي التعليم والتدريب،

وتعرفت علي مؤسسين فريق أنوار رسالة فهم أصحابي وعملنا معاً كثيراً.
وتعرفت بعد ذلك علي مهندس/ أسامه الجوادي –

صاحب فكرة سنبلة والتي تطورت إلي معاً

والتي تعلمت منهم كيفية الوصول للشركات ومواقع التوظيف ومعارض التوظيف

هذا غير الحديث عن التدريب في مصر.

فجمعت معلومات هائلة والحمد لله تؤهلني للبحث عن وظيفة.
أصبحت أعمل من الساعة 3م إلي الساعة 11م في مصرالجديدة

وفى الصباح إما أن أذهب إلي الجامعة أو أذاكر دروسي.

ودخلت جمعية مالية ب 200ج في الشهر وأكملت الباقي والحمد لله

فى العامين كنت قد جهزت الشقة ونجحنا فى الكلية

(معذرة: هي أيضاً في سنة 3 كلية تجارة جامعة الأزهر)

وقبل زواجنا ب 3 شهور تحدث مفاجآت وهي أن فرع رسالة في حلوان

تم افتتاحه ولكن حدثت بعض المشاكل ولم ولن أذهب هناك.

وأيضاً هذا الراتب الذي وصل إلي 450ج والحمد لله لا يكفي لمعيشة أسرة معيشة كريمة،

وأيضاً أحس بأني أريد أن أتعلم شيئاً جديداً فى العمل.

فكان القرار هو:
البحث عن العمل لأن الزواج سيؤجل منطقياً لحين البحث علي راتب جديد.

فكان المشهد الثاني.

المشهد الثاني:

بجواري صديق لي منذ الطفولة وذاهبون إلي مكتب محاسبة في عين شمس

لأتوسط له عند الأستاذ ليقبله متدرباً عنده فى المكتب ب 100ج فى الشهر

(هذا اليوم كان فى الفترة التي كنت أبحث فيها عن عمل ولا أجد).

وذهبنا وجلسنا وبدأنا بالاستماع إلي أجمل كلمات التشجيع والتفاؤل والحث علي العمل الجاد،

وصاحبي يسمع ويرد ويعلق على الكلام باهتمام مادي فقط.

أما أنا فلزمت الصمت المطلق.

وبعد حديثه الشيق تحدث المفاجأة: صاحبي طبعاً لم يعجبه عرض التدريب في مكتب المحاسبة

حيث أن المقابل المادي بسيط جداً فرفض.

وكانت المفاجأة بأني أنا الذي قبلت التدريب في المكتب لعله يفتح لي باباً للعمل

في الشركات أو أتعلم المحاسبة التي ليست تخصصي فأنا قسم إدارة أعمال

وقبلت العمل منذ الصباح الباكر 7.30ص في عين شمس

(أنا ساكن في حلوان) حتي الساعة 2.00 م لأسلم أوراق العمل في المصالح والمأموريات

بعد يوم عمل مجهد بحق في المكتب ثم أذهب إلي عملي الأصلي

في جمعية رسالة – فرع مصر الجديدة لأكمل يومي.

واستمررت علي ذلك الحال تقريباً لمدة شهر ونصف أو شهرين، وميعاد الزواج يقترب!!!!!!

المشهد الثالث:

في طريقي إلي مدينة العاشر من رمضان في آواخر شهر 7 / 2007 لعمل مقابلة عمل

في شركة أرما للصناعات الغذائية، والجو شديد الحرارة جداً الساعة 11.00ص

وطبعاً ألبس بدلة وأحمل حقيبة ثقيلة.

وما أن وصلت إلي البوابة فطلب مني بطاقتي وإلي من سأدخل؟

فقلت لهم أنا عندي مقابلة مع مساعدة مدير الموارد البشرية،

ودخلت الشركة ومن البوابة إلي مبني الإدارة يحتاج إلي مواصلات.
فجلست فى الاستقبال وكان مكتب مدير الموارد البشرية أمامي مباشرة

فعرفت شكله واسمه وملئت استمارة التوظيف وقابلت السيدة مساعدة مدير الموارد البشرية

وأجرينا مقابلة باللغتين العربية والإنجليزية جيدة لدرجة أنها طلبت مني أن أبحث لها عن وظيفة

لأنها علمت بأني أسعي في توظيف المتطوعين حيث أني الآن أعمل منسق تدريب وتوظيف

(مركز رسالة التدريبي – فرع مصر الجديدة ).
وجلست مرة أخرى في الاستقبال لساعات طويلة

إلي أن أصبحت الساعة تقريبا 3.30م وأنا لم أمل ولم أقل أنا أسف هذا استهتار بالوقت وأمشي.

بل أنا جالس.
وبعد لحظات طلبتني مرة أخرة وذهبت لمكتبها وحدث هذا المشهد بالتفصيل :
جلست، فقالت لي ثانية واحدة سأكلم المدير علشان يقابلك.
فقالت له فى التليفون: لم يتبقي إلا واحد.
ثم قالت: خريج تجارة – الأزهر وبعدها أغلقت الخط؟؟؟؟؟؟؟
فقالت لي أ/ أحمد إن شاء الله سيقابلك المدير قريبا في الفرع الرئيسي، شكراً لك مع السلامة.
فعلمت أنها النهاية التقليدية في أغلب المقابلات الشخصية التي أجريتها.

فمشيت متجهاً إلي البوابة والجو لا أستطيع أن أوصفه حر شديد،

وأخذت بطاقتي ومشيت فى الشارع مثل عابر السبيل أبحث

عن أي شيئ يوصلني حتى ولو دراجة توصلني إلى موقف العاشر من رمضان.

وأثناء المشي إذ بسيارة تقف بجانبي ويعرض علي أن يوصلني حيث أريد فمن هو هذا الرجل؟
إنه مدير الموارد البشرية الذي رفض مقابلتى،

فقلت له شكرأ جزيلا لكي لا أعطلك وأصر أن أركب معه وركبت وبعد أن تحرك قليلاً جري بيننا هذا الحوار
أنا: أستاذي شكراً لك علي توصيلك ولكني كنت أرغب في مقابلتك في المكتب وليس في السيارة.
هو: أندهش وقال هل تعرفني؟
أنا: نعم، كان المفروض بيننا مقابلة شخصية وحضرتك تركتني ومشيت.
هو: هو انت الأزهري؟
أنا: بالتأكيد
هو: (بعد أن أوقف السيارة) هل تجيد مهارات الكمبيوتر؟
أنا: الحمد لله أستطيع أن أدرس الويندوز والأوفيس
هو: وأخبار الإنجليزي؟

أنا: قلت له ممكن نتكلم ولكني أفضل في المكتب وليس في السيارة كي أستطيع التركيز فأنا تعبان.
فعكس اتجاه السيارة ورجع مسرعاً إلي البوابة وقال للأمن

(معايا معايا)

ودخلنا وأجلسني في مكتبه وطلب لي شيئاً أشربه وكلم مساعدته وطلب منها أوراقي.

فجائت مسرعة واندهشت لما رأتني جالساً أمامه.

وأجريت معه مقابلة شخصية جميلة ورشحنى لوظيفة منسق مشتريات ففرحت جداً.

وأرسلني لعمل مقابلة مع مدير المشتريات،

وفعلاً أجريت مقابلة رائعة واختبرني علي الكمبيوتر وفى اللغة الإنجليزية

ورفضنى لأني لا أحمل رخصة قيادة.
فرجعت مرة أخرى إلي مدير الموارد البشرية وأخبرني بأنه سيتصل بي بعد يومين.

ومشيت
وفعلاً صدق قوله واتصل بي بعد يومين وأخبرني بأني قبلت في وظيفة جديدة في الشركة

وهي:
(Business Assistant to Operation Manger – مساعد أعمال مدير العمليات)

وإدارة العمليات تشمل كل ما يتعلق بالإنتاج

“إنتاج – تصنيع – جودة – مخازن – صيانة”

وظيفة جديدة تجمع بين أعمال السكرتارية وأعمال جمع وتحليل مدخلات ومخرجات

عمليات الإنتاج فى المصانع التي هي تحت هذا المدير.

وقال لي المدير بأنى الذى كان يحلم به والحمد لله قبلت في هذه الوظيفة براتب 1000ج (بعد 450ج).
وظيفة في مجال تخصصي + راتب لا أحلم به في هذا الوقت + شركة متعددة الجنسيات + الخ الخ من المميزات.
بعدها تم تحديد ميعاد الزواج وتزوجت والحمد لله بعد دخولي شركة أرما ب 3 شهور.
بعد مرور عام تقريباً وبعد أحداث غريبة ابتداءاً بوفاة السيد المهندس/ سامي البندراوي – مدير العمليات رحمه الله وأدخله فسيح جناته فنقلوني لوظيفة أصغر شيئاً ما وهي منسق عمليات داخل مصنع وأصبحت قائداً لفريق من 9 عمال. ولكني أحسست بأني في طريقى للفشل فلا أتعلم شيئاً جديداً غير العمل الروتيني اليومي، في هذا الوقت عرض علي من قبل إدارة الموارد البشرية من مديرها الجديد أن أعمل معهم ولكن الإدارة العليا رفضت وقيل بأن أحمد ممتاز لن يغادر إدارة العمليات.
وبعد محادثات كثيرة تم نقلي إلي نفس الوظيفة مرة أخري ولكن هذه المرة (Business Assistant to Operation Director ) ولكن مدير عام العمليات الجديد لم يكن مقتنعاً بي كما كان مدير العمليات السابق رحمه الله. كان زملائي يحسدونني علي هذا المنصب حيث كان فعلاً منصباً ذو قوة ونفوذ ورأي في الشركة. ولكن مديري لم يهتم بذلك بالدرجة الكافية ولكنه تركني أعمل ما كنت أعمله مع مديري السابق رحمه الله بالإضافة لبهض المهام الهندسية البحتة بالتعاون مع مدير الصيانة الهندي. ولكن أنا لم أكن سعيدأ فروح العمل التي تعودت عليها لم تكن موجودة وفهمت من إدارة الموارد البشرية بأن وظيفتي هي جديدة وليس لها مسار وظيفي. إذا سأظل عمرى كله فى الشركة مساعد مدير عام العمليات.
لذا كان القرار وهو البحث عن وظيفة جديدة أتعلم منها شيئاً جديداً ولها مستقبل وظيفي معروف، فاستغللت كل ما أملك من معلومات عن كيفية البحث عن وظيفة وفعلاً كانت المفاجأة أن ابن صاحب شركة أرما وهو مدير تطوير الأعمال جلس معي كثيراً محاولاً تغيير فكرة الاستقالة ولكن كان قراري بالاستقالة!!!!

المشهد الرابع:

مجموعة شركات غبور – اسم مدو له كيانه وسمعته وهو الذي عرض علي في هذه المرة أن أعمل معهم فى إدارة الموارد البشرية كأخصائى تدريب وتطوير لأنها كانت وظيفتي قبل العمل بأرما. جائني هذا العرض عن طريق شركة توظيف.
قبلت العمل فيها وبسرعة ( مرتب أحسن بكثير – سأعمل فى الموارد البشرية التي كنت أحلم بها – سأعمل فى التدريب وهو المجال الذي أحبه – مسار وظيفي واضح جدا – الخ الخ من المميزات). وتعلمت الكثير والكثير فى مجال إدارة التدريب والعمل مع مركز تحديث الصناعة وعمل ميزانية تدريب ضخمة وأنواع تقييم التدريب، الخ.
ولكن للأسف بعد مرور 6 أشهر يتغير مديري بمديرة أخرى لمدة 3 أشهر ثم أخري لمدة 3 أيام ثم أخرى حتى استقلت أنا، وتغير مدير الموارد البشرية وتغير النظام بكامله وحتى الآن نسأل أنفسنا هل كان التغيير للأحسن أو للأسوأ – لا أعرف.
المهم دخلت الشركة تحت مظلة الأزمة المالية في بداية 2009 وكانت عادة هذه الشركة أن تسرح بعض الموظفين لتوفير بعض الأموال إذا ما صادفت أزمة. والتسريح فى غبور نوعين:

الأول: أن يقال لك أمامك أسبوع أو أقل لإنهاء أعمالك ولك عن كل سنة خدمة مرتب شهرين.

الثاني: أن يقال أمامك فترة غير محددة لتبحث عن عمل لأننا لا نريدك معنا ولن نقيلك فا ابحث أنت عن عمل (حرب أعصاب لتقدم استقالتك بدون أن يتكلفوا هم شئ وإذا رفضت فسيلجأوا للنوع الأول)، وما هو السبب؟ هل أنا سئ؟ وإن كنت سئ فما هو تقييمي. ولا تجد لكلامك صدى وتسمع ما لذ وطاب. المهم أنا كنت من أصحاب هذا النوع ولم أكن أعرف ما هو السبب علماً بأن تقييمي كان أكثر من 80%.
وتركوني فترة شهرين تقريباً لأبحث عن عمل ولكني أعتبرتها فترة تدمير الأعصاب لأنهم من الممكن أن يسرحوك في أي وقت مع العلم بأني متزوج ولدي طفل والتزامات مالية، ومر علي الشهرين بين مقابلة هنا وبحث هناك، لدرجة أني أرسلت اميل لكل أصحابي ومعارفي اطلب منهم المساعدة.
ولكن الحمد لله انفرجت الأزمة لأجد أمامي عروض كثيرة منها:

مجموعة شركات مؤمن
توكيل فولكس فاجن وأودي للسيارات الألماني
أوراسكوم للإنشاء والصناعة
المركب السياحي Blue Nile ومحلات دار القمر
كل هؤلاء يرديونني أن أعمل معهم. والسؤال هو: لو أنا سئ هل أستطيع أن أدخل أي من هذه الشركات من غير أى واسطة غير الله سبحانه وتعالى؟
وحدث كالآتي: غبور فى النهاية تتفاوض معي لأبقي معهم طبعاً بعد ما تأثر العمل بغيابي الكثير للبحث عن وظيفة وأيضاً لأن الشخص الجديد شاب صغير لا يستطيع أن يعمل بمفرده. ولكن قررت أن أستقيل غير نادم ولا باكياً علي ما حدث.
ومن كل تلك العروض قبلت عرض فولكس فاجن لأنهم كانوا الأسرع في إتمام التعاقد وأن أوراسكوم وهي الأفضل لم ترد بسرعة. فالتحقت بالعمل والحمد لله فى توكيل فولكس فاجن وأودي ( وظيفة مرموقة جداً أخصائى موارد بشرية – مرتب أكبر بكثير من غبور – شركة تهتم بالعنصر البشري).
وتأتي المفاجأة الأخرى!!!!

المشهد الخامس:

يأتيني اتصال هاتفي من شركة أوراسكوم للإنشاء والصناعة بأنهم قبلونى معهم كأخصائى موارد بشرية وحددوا موعداً لعمل المقابلة النهائية لمناقشة التفاصيل المالية. لم أصدق وكدت أطير من الفرحة لأن هذه الشركة من أفضل الشركات فى مصر ومرتب لم أكن أحلم به. واتصلت بمهندس / أسامه الجوادي لأستشيره وضحك وقال هذا جزاء الصبر.
والحمد لله ذهبت إلي أوراسكوم بعد مرور 20 يوم عمل فقط في فولكس فاجن، لأجد عالماً آخر غير ما كنت أتخيل، عالم و لا في الأحلام، شركة رائعة حقاً ولديها مميزات لا تقاوم.
ولكن دائماً يكون في كل شركة عيب، في أوراسكوم تم تعييني أخصائى موارد بشرية في مشروع من مشروعات الشركة ويكون لدي 2 مديرين (مدير الموارد البشرية شخصياً) + (مدير المشروع). والعيب هو أنك حينما تنتهى من مشروعك فستنتقل لمشروع آخر في أى منطقة فى الجمهورية وأيضاً يتأثر مرتبك بذلك، ولم أعترض فهو بالنسبة لي عيب تافه. ولكن تأتي المفاجأة الأخيرة وهي التي قررت أن أترك أوراسكوم لأجلها والتي كنت في حيرة حتي كلمت مهندس/ أسامه الجوادى – صديقي العزيز ليريح قلبى كالعادة. وها هي المفاجأة!!!

المشهد السادس والأخير (يارب):

منذ أيام يأتيني اتصال تليفوني من إحدى السيدات اللاتي عملت معهن فى مجال الموارد البشرية وطلبت مني أن أعمل معها فى شركة جديدة تسمي IBA (وكيل Western Union لنقل الأموال في مصر بالإضافة لبعض أفضل المجلات الإنجليزية فى مصر).
وعرضت علي مرتب مغر جداً جداً جداً بالإضافة إلي الميزة الكبرى وهى العمل مع هذه السيدة الفاضلة بالإضافة لقرب مقر الشركة، وغيرها من المميزات.
ولكن مجرد التفكير أني سأترك أوراسكوم تفكيراً غير مقبول لأنها شركة كنت أحلم بها ودخلتها من غير واسطة وهذا صعب جدا جدا لكثير من الأسباب والتي نعرفها جميعاً.
ولكن كلامي مع م/ أسامه أراح قلبى وأوضح لي النقاط التي علي أساسها نقارن وظيفة بأخرى وبعد صلاة الاستخارة والاستعانة بالله وجدت نفسي مقرراً الاستقالة من أوراسكوم وإن شاء الله الأحد القادم 2 يوليه 2010 أول يوم عمل لي فى الشركة الجديدة داعياً الله بمزيد من التطور لأني اعتبر كل مشهد من المشاهد السابقة كأنها سنة دراسية فى مرحلة التعليم الأساسي أثرت في وعلمتنى الكثير لأجد نفسي أبحث عن الجديد والمفيد. بالإضافة إلي أنه باب رزق جديد من الله تبارك وتعالي لا أستطيع رفضه.

الخلاصة:

دروس الصبر كثيرة ولكن يبقي لنا دائماً المثال العملي والواقعى. فرسول الله صلي الله عليه وسلم خرج من مكة ساعياً جاهدأ بانياً أمة كبيرة علمت العالم. لذا وجب علي كل مسلم التحلي بالصبر والسعي الدائم سواء فى حل مشكلة أو وراء هدف، ويكن علي يقين في أن الله سبحانه وتعالي سيرضى عبده بما يفرحه.
رجال ونساء لهم البصمة في تغيير حياتي (بترتيب الأحداث):-

محمد صلي الله عليه وسلم – القدوة المعلم.
والدى ووالدتي وأخوتي جزاهم الله الجنة.
زوجتي وصديقتي أم عمر جزاها الله الجنة.
د/ شريف عبد العظيم – رئيس مجلس إدارة جمعية رسالة للأعمال الخيرية.
م/ أسامه الجوداى – قائد فريق معاُ.
أ/ محمد عبد العزيز بدوى – صاحب مكتب الشرق الأوسط للمحاسبة والمراجعة.
م/ سامي البندراوى – مدير العمليات بشركة أرما للصناعات الغذائية ” رحمه الله وأدخله فسيح جناته”.
أ/ وليد الشهاوى – مدير تخطيط القوى العاملة بشركة غبور.